;

هل يمكن التنبؤ بالزهايمر؟.. 4 مؤشرات رئيسية تمهد للإصابة به

هناك أربعة عوامل رئيسية يمكن من خلالها التنبؤ بمراحل تدهور الإدراك.. تعرف عليها

  • تاريخ النشر: الأحد، 01 سبتمبر 2024
هل يمكن التنبؤ بالزهايمر؟.. 4 مؤشرات رئيسية تمهد للإصابة به

يسعى العلماء والباحثون إلى دراسة مرض الزهايمر وأسبابه بشكل واسع طوال الوقت، في محاولة للتعرف وفهم كيفية التعامل أو الوقاية من أحد أشهر وأخطر أمراض الشيخوخة المعروفة حتى الآن، فيما يتعلق بالوظائف المعرفية على وجه التحديد. لذلك، لا تتوقف الأبحاث والدراسات حول هذا المرض، ولن تنتهي.

وفي دراسة جديدة، يسعى مجموعة من الباحثين إلى التعرف على كيفية تدهور الوظائف المعرفية الرئيسية لدى الأشخاص المصابين بمرض الزهايمر، باعتبار أن ذلك من أهم الموضوعات التي يمكن أن يساهم فهمها في إحداث فرق كبير للمرضى وكيفية التعامل معهم من قبل مقدمي الرعاية. لأن على الرغم من أن أعراض المرض الأساسي مشابه لدى معظم المصابين به، إلا أن معدلات وشدة تدهور الحالة نفسها تختلف من شخص إلى آخر.

تفاصيل الدراسة

أكدت الدراسة الحديثة التي لا تزال مستمرة في أبحاثها، أن هناك أربعة عوامل رئيسية تؤثر على عملية التدهور المعرفي. وبالتالي يمكن من خلالها التنبؤ بهذا المرض قبل حدوثه، أو التنبؤ بمستوى التدهور المعرفي المحتمل. هذه العوامل هي: العمر والجنس واختلالات ضربات القلب ومستويات النشاط اليومي. كلها تعتبر المؤشرات الأكثر موثوقية لتراجع الإدراك.

أجرى الدراسة فريق دولي من الباحثين، وكتبوا في ورقتهم البحثية المنشورة بالمجلة العلمية PLOS ONE: "حتى في المراحل المبكرة من مرض الزهايمر، يمكن التنبؤ بمراحل تدهور الإدراك بشكل أفضل من خلال مجموعة من المتغيرات الديموغرافية والجسدية والوظيفية للمرضى".

زهايمر 1

نتائج الدراسة

تابع الباحثون حالة مجموعة من المرضى بلغت 500 مريض بالزهايمر، وذلك على مدار عامين. ونظرا لأن معدل انقطاع المرضى عن المتابعة كان مرتفعًا نسبيًا، لم يشارك سوى 169 مريضًا في الدراسة حتى نهاية الفترة المخصصة لها، والممتدة لعامين.

على مدار العامين، تم تسجيل بيانات الحالات المرضية من العوامل الديموغرافية والصحية والوظيفية المختلفة، بما في ذلك تجربة الألم والاكتئاب والأعراض النفسية العصبية. واتضح وجود اختلاف واضح للكشف عن بعض العلاقات بينها.

بناءً عليه، حدد الباحثون أربعة عوامل رئيسية تتنبأ بالتدهور المعرفي وتؤثر عليه، هي: كبر السن، وأن تكون أنثى، وأن تواجه صعوبة في الأنشطة اليومية، وأن يكون لديك تاريخ من الرجفان الأذيني، أو ما يعرف بمشاكل في عدم انتظام ضربات القلب. كلها تعتبر تنبؤات أكبر تشير إلى احتمالات انخفاض القدرة المعرفية.

لعبت هذه المؤشرات الأربعة، المسجلة في بداية فترة الدراسة، دورا كبيرا في التباين بين الوظائف المعرفية للمرضى بنسبة حوالي 14 في المائة، خاصة في الربع الأخير من فترة الدراسة الممتدة عامين. وليس المرضى وحدهم هم المتأثرون، بل يزداد العبء على مقدمي الرعاية مع تراجع القدرات المعرفية للمريض.

يشير ذلك إلى أن أولئك الذين يدعمون أو يقدمون الرعاية للمرضى في حياتهم اليومية، يجب أن يضعوا هذه العوامل الأربعة في الاعتبار عند تقييم خيارات العلاج وتطور المرض، كما يقول الباحثون.

وفي حين لم يتم مراعاة بعض المتغيرات، بما في ذلك التدخين وعادات الشرب، فإن النتائج قوية بما يكفي للإشارة إلى أن البيانات الديموغرافية والتاريخ الطبي ومقاييس النشاط اليومي قد تكون كافية للتنبؤ بمعدل التدهور المعرفي الناجم عن الزهايمر.

مستقبل الأبحاث

مع استمرار البحث، سيتمكن الباحثون من تحسين القدرة على التنبؤ بكيفية تقدم مرض الزهايمر وأعراضه لدى المصابين. على سبيل المثال، يمكن تطوير تقنيات وعمليات لمسح الدماغ مع العديد من المؤشرات الحيوية للتنبؤ بمدى التدهور المعرفي على مدار خمس سنوات.

كما تؤكد نتائج هذه الدراسة على أهمية نهج العلاج الشامل، مع مراعاة متغيرات المريض وأهمية أن يدرك مقدم الرعاية ذلك، من أجل تشخيص وعلاج مرض الزهايمر في مراحله المبكرة.

زهايمر 2

هل يمكن علاج الزهايمر؟

يؤكد الباحثون أن هذه الدراسة يمكن أن تساهم في تعزيز الوعي بطرق التعامل الصحيح مع مرض الزهايمر. لكن مع الأسف، لا يوجد حتى الآن إمكانية لتوفير علاج نهائي لهذا المرض. ومع ذلك، هذا لا يمنع أن هناك العديد من الطرق المتاحة التي يمكن أن تساعد في تحسين نوعية حياة المصابين بهذا المرض، ومساعدتهم على إدارة الأعراض. وتشمل هذه الطرق:

التشخيص المبكر

يعتبر التشخيص المبكر لمرض الزهايمر أمرًا ضروريًا وحيويًا للمساعدة على بدء العلاج في أقرب وقت ممكن، وتحسين نوعية الحياة.

الأدوية

هناك مجموعة من الأدوية المصممة لتحسين وظائف الذاكرة والتفكير، والتي تساعد على بدورها على تقليل وتيرة عملية التدهور المعرفي التي يعاني منها المريض. لكنها لا توقف تطور المرض بشكل كامل.

العلاج النفسي

في مثل هذه الحالات المرضية، يمكن أن يساعد العلاج النفسي بشكل كبير في التعامل مع التغيرات في مزاج وسلوك المصابين. كما يساعدهم على إدارة الأعراض.

العلاج المهني

يساعد العلاج المهني في الحفاظ على قدر الإمكان من الاستقلالية في الحياة اليومية، حتى لا يتوقف المريض عن ممارسة أي أنشطة معرفية، أو يصاب بالإحباط؛ لأنه عاجز عن الاعتماد على نفسه.

تقديم الرعاية

من المهم أن يتم تدريب مقدمي الرعاية على تقديم الدعم والعناية للمصابين وأسرهم.

الوقاية من مرض الزهايمر

على الرغم من عدم وجود طريقة مؤكدة لمنع مرض الزهايمر، إلا أن هناك بعض العادات الصحية التي قد تساعد في تقليل خطر الإصابة به، مثل: ممارسة الرياضة بانتظام، والحفاظ على نظام غذائي صحي ومتوازن. بالإضافة إلى الحفاظ على ضغط الدم والكوليسترول ضمن المستويات الطبيعية، والحد من التوتر، والحفاظ على نشاط عقلي مستمر من خلال القراءة والتعلم.

في النهاية، الزهايمر هو أكثر أشكال الخرف شيوعًا، ويؤثر على عشرات الملايين من الأشخاص في جميع أنحاء العالم. ومع استمرار ارتفاع أعداد المصابين في ظل زيادة عدد السكان المسنين، يجب على الباحثين والعلماء أن يستمروا في عملهم، للبحث عن علاجات أكثر فعالية لتحقيق الدعم بشكل أفضل.

كما يجب أن تلعب العائلة والمجتمع دورًا في دعم ورعاية المصابين بمرض الزهايمر. إذ يمكنهم توفير الدعم العاطفي والعملي، والمساعدة في إدارة المرض، والتأكد من حصول المصاب على الرعاية المناسبة.

اشترك في قناة رائج على واتس آب لمتعة الترفيه