يوم الشهيد في مصر.. سر الاحتفاء به في 9 مارس كل عام

في حياتنا، هناك مجموعة من الأبطال الذين ضحوا بأرواحهم من أجل عزة الوطن وكرامته. هم الشهداء، نجوم ساطعة في سماء الوطن، نحتفي بهم ونعتز بتضحياتهم من أجل النصر والمجد.

يطلق على هذا الاحتفال عادة في كثير من الدول "يوم الشهيد"، والذي يعتبر رمزًا لإحياء ذكرى هؤلاء الأبطال، نعبر فيه عن امتناننا لتضحياتهم، ونتأمل معاني الفداء والعطاء، ونجدد العهد على السير على نهجهم في بناء الوطن وحمايته.

وفي هذا اليوم، 9 مارس من كل عام، تكرم جمهورية مصر العربية أرواح الشهداء، وتحيي ذكراهم العطرة. تقدر تضحياتهم ونخلد إنجازاتهم. وهلال التقرير التالي نستعرض معكم أسباب اختيار هذا اليوم بالتحديد من أجل الاحتفال بيوم الشهيد في مصر.

لماذا سمي يوم الشهيد بهذا الاسم؟

الشهداء هم رمز العزة والكرامة، وقصصهم تلهم الأجيال القادمة. يجب علينا جميعًا أن نكرم ذكراهم ونخلد تضحياتهم في "يوم الشهيد" الذي منح هذا الاسم لعدة أسباب أبرزها:

إحياء لذكرى الشهداء

يعتبر "يوم الشهيد" مناسبة لتكريم أرواح الشهداء الذين ضحوا بأرواحهم من أجل الوطن. ففي هذا اليوم، نخلد ذكراهم ونقدر تضحياتهم الكبيرة.

تأكيدًا على قيمة الشهادة

يؤكد "يوم الشهيد" على أهمية الشهادة كقيمة كبيرة على المستوى الإنساني أو الاجتماعي. فالشهادة هي بذل النفس في سبيل الوطن، وهي تضحية عظيمة تخلد ذكرى الشهيد وتلهم الأجيال القادمة.

تعزيزًا للروح الوطنية

يساعد "يوم الشهيد" على تعزيز الروح الوطنية لدى أفراد المجتمع. ففي هذا اليوم، نتذكر تضحيات الشهداء وندرك أهمية الوحدة والتلاحم لبناء وطن مزدهر وقوي.

تعبيرًا عن الامتنان

تعبر الدول من خلال "يوم الشهيد" عن امتنانها وتقديرها لتضحيات الشهداء. ففي هذا اليوم، نؤكد على أننا لن ننسى أبدًا ما قدموه من أجل الوطن.

رمزًا للأمل

يمثل "يوم الشهيد" رمزًا لتذكير المجتمع بدور الشهداء في بناء الوطن وحمايته من أجل مستقبل أفضل. ففي تضحيات الشهداء، نجد دافعًا للعمل من أجل تحقيق الآمال والطموحات.

ما هي قصة يوم الشهيد؟

يوم الشهيد في مصر هو يوم وطني، يحتفل به في التاسعِ من شهرِ مارس من كل عام. وأعلن عن هذا اليوم تخليدًا لذكرى استشهاد الفريق أول عبد المنعم رياضِ، رئيس أركان حرب الجيش المصري، الذي استشهد في حرب الاستنزاف عام 1969.

وفي السطور التالية، نستعرض معكم معلومات عن يوم الشهيد لتلخيص قصة اختيار هذا اليوم، 9 مارس بالتحديد، للاحتفاء بالشهداء وتكريم أسرهم.

كان الفريق أول عبد المنعم رياض رمزًا وطنيًا بارزًا، وقائدًا عسكريًا محنكًا، لعب دورًا هامًا في حرب الاستنزاف بعد هزيمة عام 1967.

وفي 9 مارس 1969، استشهد الفريق عبد المنعم رياض خلال تفقده للخطوط الأمامية في جبهة القناة. فبينما كان يتابع سير المعركة، سقطت قذيفة مدفعية إسرائيلية على الموقع الذي كان يتواجد فيه، مما أدى إلى إصابته إصابة قاتلة.

نقل الفريق عبد المنعم رياض في اللحظات الأخيرة إلى مستشفى الإسماعيلية، لكنه فارق الحياة متأثرًا بجراحه.

وقتها، عم الحزن والأسى جميع أنحاء مصر والعالم العربي عند سماع خبر استشهاد الفريق عبد المنعم رياض. فقد فقدت الأمة العربية قائدًا عسكريًا عظيمًا، ورجلًا مخلصًا لوطنه.

لكن في الوقت نفسه، ألهمت قصة استشهادِ الفريق أول عبد المنعم رياض الأجيال القادمة على حب الوطن والدفاع عنه، وعلمتهم معاني التضحية والفداء. لذلك، تقرير تخليد ذكرى الشهيد، إذ تحتفي مصر بـ "يوم الشهيد" في 9 مارس من كل عام، تخليدًا لذكرى استشهاد الفريق عبد المنعم رياض وباقي الشهداء الذين ضحوا بأرواحهم من أجل الوطن.

فعاليات يوم الشهيد

يعد "يوم الشهيد" مناسبة هامة لتذكير الأجيال القادمة بقيمة التضحية والفداء من أجل الوطن، وتعزيز الروح الوطنية لديهم. لذلك، يشهد هذا اليوم العديد من الفعاليات المهمة، أبرزها:

احتفال رسمي

يقام احتفال رسمي بحضور الرئيس وكبار المسؤولين، ويوجه فيه رئيس الجمهورية كلمة في حق الشهيد وأهمية الدفاع عن الوطن وحمايته وإعلاء كلمته.

فعاليات ثقافية

يتم تنظيم فعاليات ثقافية وفنية في أغلب أنحاء مصر، وكذلك داخل المدارس، من أجل توعية الأجيال بأهمية الوطن ودورهم في حمايته ورفع معدلات الولاء داخلهم. بالإضافة إلى تثقيفهم بأهمية الدور الذي تلعبه القوات المسلحة من أجل حمايتنا.

ندوات

تقام ندوات وفعاليات توعوية للتعريف بدور الشهداء. وتستشف العديد من القنوات التليفزيونية والإذاعية عدد من أسر الشهداء، وكذلك جنود وضباط سابقين أو ما زالوا في الخدمة، شاركوا في حروب ومهمات من أجل حماية الوطن ورفعة أراضيه، ليرووا ذكرياتهم.

تكريم أسر الشهداء

تقدم جوائز ويتم تكريم أسر الشهداء لتأكيد أن الدولة وشعبها لم ينسوا شهداءهم الذي ضحوا بأنفسهم.

أجمل ما قيل عن يوم الشهيد

يمثل الشهداء مصدر إلهام للأجيال القادمة، يعلمونهم معاني البطولة والشجاعة، ويشجعونهم على حب الوطن والدفاع عنه. ولذلك، تأتي سيرة الشهيد دائما في كل ما هو خير، سواء له أو لوطنه.

القرآن الكريم والأحاديث

يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز: "وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ" (سورة آل عمران، الآية 169).

ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: للشهيد عند الله سبع خصال: يغفر له في أول دفعة من دمه، ويرى مقعده من الجنة، ويحلى حلة الإيمان، ويزوج اثنتين وسبعين زوجة من الحور العين، ويجار من عذاب القبر، ويأمن من الفزع الأكبر، ويوضع على رأسه تاج الوقار، الياقوتة منه خير من الدنيا وما فيها، ويشفع في سبعين إنسانًا من أهل بيته.

أقوال الشعراء

. يقول جبران خليل جبران في قصيدته "يوم مصارع الشهداء":

اليوم يوم مصارع الشهداء

هل في جوانبه رشاش دماء

لله غياب حضور في النهى

ماتوا فباتوا أخلد الأحياء.

. ويقول الشاعر الفلسطيني محمود درويش في قصيدة "في حضرة الغياب":

ورأيت الشهداء واقفين

كل على نجمته

سعداء بما قدموا

للموتى الأحياء من أمل

ورأيت رأيت رأيت بلادًا يلبسها الشهداء ويرتفعون بها

أعلى منها

عبارات عن الشهداء

. الشهيد في عيوننا هو رمز للتضحية والفداء، وقصة خالدة عن الشجاعة والإباء.

. في قلوبنا ينبض حب الشهيد ووفاؤه، ونور تضحيته يضيء دروبنا.

. حكاية الشهيد بطولة لا تنسى، ومثال يحتذى به في كل زمان ومكان.

. الشهادة نداء للواجب، ودعوة للدفاع عن الحق والعدل.

. يعطينا الشهيد درسًا في التضحية والفداء، ونبراس يضيء دروب الحرية.

. الشهيد مخلد في ذاكرتنا. رمز للوطنية، ومصدر للشموخ والعزة.

. فخورون بشهدائنا، ونكبر تضحياتهم، ونعاهدهم على مواصلة مسيرة النضال.

. الشهيد ضوء ينير دروب المستقبل، ورمز يلهم الأجيال القادمة.

. حكاية خالدة عن الشجاعة، وقصة تروى للأجيال عن عظمة التضحية والفداء.

. الشهيد هو رمز للوطنية، ومصدر للشموخ والعزة.

. حفر الشهيد اسمه بأحرف من ذهب في صفحات التاريخ، وخلدَ ذكراه في قلوبنا.

في النهاية، ومع كل ذكرى، نستذكر تضحيات الشهداء، ونخلد ذكراهم، ونستمد من إرثهم القوة والعزيمة للمضي قدمًا على دربهم. فالشهداء، هم نجوم ساطعة في سماء الوطن، تلهمنا وترشدنا نحو مستقبل أفضل.

وواجبنا، هو أن نحمل رايتهم، ونكمل مسيرتهم، ونحافظ على إنجازاتهم، ونربي أجيالنا على حب الوطن والتضحية من أجله.